تعاني الأقلّية العربية في إسرائيل من سياسة الاقصاء والتهميش، وعدم المساواة المنهجي في هيكلية مؤسسات الدولة، كما وتعاني من معيقاتها الداخلية التي تسودها الضبابية والصراع القيمي بين الحضارة العربية والحضارة الغربية وكأنها بين فكي كماشة، غير قادرة على اجتياز أزماتها.
لقد نجحنا في التعليم وفشلنا في التربية، لم نطور نموذجا خاصا بنا حيث يأخذ الإيجابي من الحضارة الغربية ويتجاوز سلبياتها. لقد اخذنا الجانب المادي من الحضارة الغربية كمستهلكين بامتياز وما زلنا نتخبط بأفكارنا وهكذا اضعنا البوصلة وفقدنا الامن والأمان في بلداتنا وبيوتنا، ولم تسعفنا نسبة الأكاديميين والاكاديميات المتزايدة في حراكنا نحو التنمية الإنسانية بأبعادها المختلفة: الحرية، والمساواة، واحترام حقوق الإنسان وإنتاج المعرفة ونشرها.
ان قراءة الواقع بنظرة ناقدة متفائلة تمنحنا طاقة إيجابية كبيرة لتغييره برؤية واضحة وبمنظور انساني شامل وتطوير قواعد فكرية تتلاءم مع ثقافة مجتمعنا وخاصيته. ينبغي تجميع الطاقات والكفاءات عالية المواصفات والمتوفرة في مجتمعنا في مجالات متعددة وادارتها واستثمارها لتحقيق رؤية تنهض بمجتمعنا لنصنع واقعا جديدا يتميز بثقافة الفعل والانجاز والتقدم. ان تعزيز المجتمع المدني، من خلال بناء وتطوير مؤسساته وخاصة مؤسساته التعليمية والتربوية من رياض الأطفال وحتى الجامعة، هو المفتاح في حراكنا ونهضتنا.
من منطلق الغيرة والحرص على مجتمعنا قررنا إقامة كلية كامبوس الجليل للتنمية الإنسانية لأعداد كوادر أكاديمية تتمتع بمهنية عالية وبرؤية إنسانية شاملة تضع قضايا مجتمعنا في سلم أولوياتها وقادرة على انتاج المعرفة وترسيخ ثقافة المأسسة في إدارة مؤسساته وفق دراسة استراتيجية وخطط عمل قابلة للقياس والتقييم والمساءلة.
توفر كلية كامبوس الجليل للتنمية الإنسانية منالية التعليم الأكاديمي (عبر شراكات مع مؤسسات اكاديمية مرموقة في البلاد وخارجها) لأبنائنا قريبة من مكان سكناهم، تتحدث بلغتهم وتعتز بثقافتهم، وتوفر لهم دراسة برامج أكاديمية ومواضيع بجودة عالية تتلاءم مع حاجات سوق العمل وتضمن لهم عملا مباشرة بعد انهاء الدراسة.
الطلبة الأعزاء،
تجدون في كلية كامبوس الجليل من يصغي اليكم، يهتم بكم ويعالج قضاياكم بمهنية ومحبة، يرافقكم نخب من طواقم اكاديمية وإدارية بجودة عالية، ومن ذوي التجربة العريضة والواعية للمعيقات والممكنات التي تواجهكم.
ادارة الكلية تنظر اليكم والى مستقبلكم بتفاؤل، أنتم من يبعث الامل في نفوسنا ويثبت من عزائمنا في مشوارنا نحو التنمية الإنسانية لمجتمعنا.
مع خالص تمنياتنا لكم /ن في ترسيخ ثقافة الفعل والانجاز والتقدم.
د. اياد عيساوي– رئيس الكلية.